U3F1ZWV6ZTIxNDI3MjIxMjIxNDk4X0ZyZWUxMzUxODE0Mzk3NjY3OA==

قيامة يسوع والفريق الملسوع




بِسمِ الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ألهِ وصحبه ومن أهتدى بهداه.
«اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالِمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحكُمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ اهدِني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ تهدي من تشاءُ إلى صِراطٍ مستقيم » "صحيح مسلم 200 - (770)"
-خرج على الأخ محمود داود "ميمو" فريق اللاهوت كخروج الكتكوت من البيضة بالسب، والإهانة -كما قُلنا ووضحنا في الرد السابق- للرد على فيديو قام بعمله متحدّثًا عن أهم التناقضات التي في قصة قيامة المسيح من الموت:  هُنا
-وقاموا بنسخ نفس المُقدمة التعيسة التي رددنا عليها : هنا
وقبل الرد على ردهم الخالي من الأكاديمية العلمية فضلاً عن الإحترام في تبادل الأراء وإحترام فِكر المُعترّض سنُركز - إن شاء الله - في تبيان بعض مما جاء في مقالِهم من المغالطات المنطقية ، وبداية مغالطة هي ما أحتوت مقدمتهم وبعض مما جاء بالرد، وهي مغالطة "المنشأ" حيثُ أنّ المُعترّض مسلم ، وحبذا إن كان محمود داود"ميمو" فإن إعتراضه طفولي، ولا يفهم، وليس له منطق....الخ. كذلك لا يفوتنا مغالطة الحجة الشخصية التي بين صاحب المقال وميمو..!

أقتباس.التناقض الأول: هل عندما ذهبت النسوة إلى القبر باكرًا، كان الظلام باق أم كانت الشمس قد طلعت؟


1-(إنجيل مرقس 16: 2) وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
2- (إنجيل متى 28: 1) وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.
3-(إنجيل لوقا 24: 1) ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.
4- (إنجيل يوحنا 20: 1) وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ.
ويتلخص اعتراض محمود داود بحسب ما يراه من تناقض في أن النص في بشارة القديس مرقس يقول “باكر جدا … إذ طلعت الشمس” بينما يقول القديس يوحنا “الظلام باق”........ 
وللإجابة على هذا الاعتراض الطفولي الوهمي نقول إن بشارة القديس يوحنا قد أجابت عنه وحدها!، فقد قالت كلمة “باكرا” وألصقت بها كلمة “والظلام باق”، وبالطبع لم يلتفت أو لم يفهم محمود كيف يمكن أن يكون الوقت “باكرًا” ويكون أيضًا “الظلام باق”! فالحقيقة أنه لا يوجد تناقض، لأن عند الشروق والغروب يتداخل الظلام والنور لوقت ما، فأي إنسان يستطيع رؤية قرص الشمس نفسه ونوره وأيضًا يرى الظلام في ذات الوقت بلا تناقض! ولن يتكلف أحد شيئًا إن قام في وقت الشروق صباحًا أو رأى مشهدًا للغروب.

-وقبل الرد على تلك السخافات يجب أن نُحرّر بعض الألفاظ بالتفريق بين الفجر، والشروق، وباكِراً. الوقت بين الفجر وشروق الشمس حوالي نصف ساعه تقريبًا، فالفجر يأتي أولاً ثم يليهِ شروق الشمس. وباكِرًا يَختَصّر المعنى بالمثال مُعجم الغني يَسْتَيْقِظُ باكراً : في السَّاعَةِ الأولَى مِنَ الصُّبْحِ أيْ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ- جاءهُ في الصَّباحِ الباكِرِ.
أي أنّ الفجر أولًا ثم يليه طلوع الشمس"الشروق" والفترة التي بينهما هي "باكِرًا"
-وبناءً على ما سبق ذكره فإن هناك فرق بين الثلاث كلمات، وبالتالي فإن هناك ثلاث أختلافات بين الأناجيل:-
لوقا يقول ، أَوَّلَ الْفَجْرِ.(لو ٢٤ : ١)

"بداية الفجر."

يوحنا يقول بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. (يو ٢٠ : ١) 
"بعد الفجر بفترة ليست طويلة."

مرقس يقول وَبَاكِرًا جِدًّا..إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. (مر ١٦ : ٢)

في الشروق أو بدايته.

فهل المريمات ذهبنّ في أول الفجر، أم بعد الفجر، أم في الشروق..!؟
-وهذا الذي كان يقصده ميمو فالإعتراض أصلاً أنّ إنجيلان يذكران أنّ المريمات ذهبن في الفجر "متى ولوقا" وهنا لا توجد شمس أصلاً، ويوحنا يدعم هذا الكلام بقولهِ والظلام باقٍ،-وسنفترض جدلاً أنه يقصد الفجر- أما مرقس فقال أنهن ذهبن في الشروق..! فلا يحتاج ميمو أن يشرح أنّ الفجر ليس فيه شمس، ولكنه دلل على ذلك من إنجيل يوحنا بوجود ظلام، وقارنه بين ما قاله مرقس "إذ طلعت الشمس".
هذا كان الرد لغويًا ومنطقيًا

، أما الرد العلمي فإنه كارثة لماذا..؟


1- لأن هناك فرق بين ظاهرة ال Twilight "الشفق" وهي الفترة بين الفجر وشروق الشمس وبين ال Sunrise الذي هو شروق الشمس نفسه وهذا محل الاختلاف والتناقض. فكيف تقولون أنها نفس الظاهرة وبين الفجر والشروق ظاهرة الشفق وهي 30 دقيقة..؟! كيف تزعمون أن الشفق هو الفجر وهو شروق الشمس.!؟
2- هناك فرق بين مصطلح dawn ومصطلح Sunrise علميًا فكما قال 

محمود داود "ميمو" ان الفرق بينهم ثلاثون دقيقة كان كلامه موثق علمي لا عبثًا والمصادر بيننا فمثلاً موقع differencebetween يقول:-

Dawn takes place some thirty minutes before sunrise
 
S: Here
وكذلك موقع reference يقول :
Dawn, also known as daybreak, is the time of morning when the first light appears in the sky prior to sunrise, which is the appearance of the top of the sun over the horizon. Dawn occurs roughly 30 minutes before sunrise at sea level.
S: Here

3- وكما تبين من خلاصة الحديث اعلاه أن هناك فارق علمي بين المصطلحين فرقت أيضًا ترجمة New International Version بين المصطلحين ففي انجيل متى تقول
After the Sabbath, at dawn on the first day of the week, Mary Magdalene and the other Mary went to look at the tomb.
لاحظوا قالت at dawn أي عند الفجر في حدود 5Am

ونفس الترجمة تقول في انجيل مرقس
Very early on the first day of the week, just after sunrise, they were on their way to the tomb
لاحظوا ماذا قالت "just after sunrise" أي بعد شروق الشمس مباشرة بعد اكتمال الشروق أي 5.30 تقريبا وليس هناك اي دليل يشير الى انها ظاهرة ال Twilight
وليست هذه الترجمة فقط هي من تفرق بل هناك المزيد مثلا ترجمة Berean Study Bible و ترجمة NET Bible ....الخ
فالسؤال مازال باقٍ هل المريمات ذهبن في شروق الشمس أم في الفجر، والظلام باق...؟!
أقتباس.
لكن بعيدًا عن هذا الرد الأول، هناك رد آخر يكمله، ألا وهو أنه من المعروف أن وقت طلوع الشمس أو غروبها يتطلب زمنًا ولا يحدث في لحظة وأخرى، ونظرًا لأن قبر المسيح كان يبعد عن مكان اجتماع المريمات بمسافة ما، فهو أيضًا يبتعد عنهم بوقت ما يستغرونه ذهابًا أو إيابًا بين المكانين، وهذا الوقت كاف جدا لكي تكون المريمات قد خرجن والظلام باق بينما وصلن إذ قد طلعت الشمس. فحتى إن تنازلنا لفكر محمود داود -رغم أن التفسير الأول كافٍ جدًا- وفهمنا النصوص بحسب ما حاول هو فهمها، فلن يكون هناك إشكال لأن القبر ليس مجاورًا لمكان اجتماع المريمات، بل يستغرق الطريق وقتًا للوصول إلى القبر، وهذا الوقت كاف جدًا لكي تتغير حالة الضوء من الظلام الدامس (جدلاً) إلى طلوع الشمس.
-هذا الرد الهَش قد أجاب عليهِ محمود داود"ميمو" في الدقيقة ٢٩ على القس اشرف فقال (( لكن لما رجعت للكتاب المقدس لقيت إن كلام اشرف عزمي دا مش منطقي خالص، مش منطقي لي؟ تعالوا نشوف إنجيل يوحنا ١/٢٠ بيقول جاءت مريم المجدلية الى القبر - وكررها ميمو كثيراً- يبقى مينفش نقول جاءت مريم والظلام باق لما هي بدأت تتحرك من اورشليم لا. دا إنجيل يوحنا بيقولك أنت غلطان دا لما الظلام باق كانت مريم نفسها عند القبر ونظرت الحجر مرفوعًا إذن كلام القس اشرف عزمي غير صحيح. تعالوا برضو نشوف في انجيل مرقس ٢/١٦ بيقول وباكرًا جدًا في الأول الإسبوع أتين إلى القبر -وكررها ايضًا- لاحظتوا يا جماعة جاءت في إنجيل يوحنا وأتين في انجيل مرقس؟ إذن يا جماعة في القصتين اللي كان فيها الظلام واللي كان فيها الشمس القصتين بيقولوا إن هنا وصلت للقبر وهنا وصلت للقبر، لكن مبيقولش أصل هنا بدؤا التحرك في الظلام لغيت لما وصلوا بقت شمس إذن كلام القس أشرف عزمي مخالف ومناقض للكتاب.))

فيا حبذا إن أكملتم مشاهدة الفيديو قبل وضع أنفسكم في مثل هذا الإحراج..!

أقتباس.
التناقض الثاني: هل كان الحجر مرفوعًا أي مدحرجًا أم كان لايزال على باب القبر يغلقه؟



(إنجيل مرقس 16: 3) وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا.

(إنجيل متى 28: 2) وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ.
(إنجيل لوقا 24: 2) فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجًا عَنِ الْقَبْرِ،
(إنجيل يوحنا 20: 1) وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ.
يعترض هنا محمود داود قائلًا إن كل من القديس متى ولوقا ويوحنا يقولون إن الحجر تم رفعه عن القبر، أي دُحرِج عن باب القبر، بينما في بشارة القديس مرقس يفهم محمود داود من عبارة “من يدحرج لنا الحجر” أن الحجر لا يزال موجودًا على باب القبر، وهذا يراه تناقضًا.
- أكملوا أسلوب من تتلمذوا على يديه بالسب والإنتقاص من ميمو , ثم قالوا.

اقتباس

هل قرأ محمود داود وفهم جيدًا ما جاء في بداية الآية الثالثة من الأصحاح السادس عشر من بشارة مرقس والتي تقول “وكن يقلن فيما بينهم”؟ بالطبع أنه إما لم يقرأها أو -كالعادة- قرأها ولم يفهمها.
حسنًا أيضًا، هل شاهد محمود داود علامة الاستفهام الموجودة في نهاية السؤال [من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟] فإن حتى الأطفال يعرفون أن هذه العلامة تعني ان ما قبلها هو استفسار! والاستفسار هنا يفيد عدم معرفة المريمات بحال الحجر على باب القبر ومن سيزيله لهم وهن نسوة لا يقوين على حمله لأن الحجر كان ثقيلاً. 

ولهذا نجد القديس مرقس قد أوضح لنا وقال ” فتطلعن ورأين καὶ ἀναβλέψασαι θεωροῦσιν”

فالمشهد كالتالي: كانت المريمات قد خرجت للذهاب إلى القبر وهن يعرفن أن باب القبر موصدًا بحجر كبير، ولهذا كن يتفكرن ويقلن فيم بينهن في هذا الوقت أثناء ذهابهن، في الطريق، كيف سنزيل هذا الحجر لندخل إلى القبر؟ ولما وصلن وجدن أن الحجر قد دُحرج بالفعل. فالقديس متى ولوقا ويوحنا يذكرن النتيجة النهائية وهي أن الحجر قد دُحرج، لكن القديس مرقس يذكر لنا أن المريمات كن يتفكرن في عبء هذا الحجر. فأين التناقض؟
- وهل قرء صاحب المقال بِفَهم النصوص كاملةً..!؟

وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. (مر ١٦ : ٢) وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ:"مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟" (مر ١٦ : ٣)فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا. (مر ١٦ : ٤)

أتين إلى القبر، أتين إلى القبر، أتين إلى القبر. أي انهن كانوا أمام القبر أصلاً، والتفسير الذي ظنه منطقيًا هذا قمة التهافت الأكاديمي فالنص صريح ويقول أنهن أتين إلى القبر فقلن من سيدحرج لنا الحجر أي أنهن بعد ما شاهدوه موجودًا قُلن هذا و فجأة رأين أنه قد دُحرج. وهذا قول كنيسة مارمرقس. كما بالصورة.

فنوع الواو هنا -وكن يقلن- في اللغة العربية هي "واو الحال" وهي الواو الداخلة على جملة اسمية أو فعلية مسبوقتين بمعرفة مثل: «زارني أخي وهو مسرور».

فمن هنا نعلم أن قولهن هذا قيل ساعة وصولهن الى القبر وهنا ايضا يترسخ التناقض أكثر واكثر ويثبت بطلان قولهم. فمعناه انهنّ رأين الحجر موضوعًا على القبر وشاهدنّ حادث دحرجة الحجر، وليس كما جاء في لوقا ويوحنا انهن رأين الحجر غير موجود أصلاً. ولاحظوا في نص مرقس قال (فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج) لاحظوا فاء السرعة مما يفيد أن ذلك حدث في نفس المكان بسرعة شاهدوا ذلك بعينهم وهذا قول الترجمة الكاثوليكية {وكانَ يَقولُ بَعضُهُنَّ لِبَعض: ((مَن يُدَحرِجُ لنا الحَجَرَ عن بابِ القَبْر ؟)) 4 : #فنَظَرْنَ_فَرأَيْنَ أَنَّ الحَجَرَ قَد دُحرِجَ، وكانَ كبيراً جِدّاً.}

ثم دعونا نتماشى معهم ونترك قصة مرقس. فهل بقية الاناجيل اتفقوا ؟

يقول متى " جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.2 وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ." نلاحظ عندما وصلوا الى القبر كان الحجر على القبر وشاهدوا الملاك وهو يدحرجه فكيف يناقضه كُلا من لوقا ويوحنا انهن عندما وصلن وجدن الحجر مرفوع..!؟

أقتباس.

التناقض الثالث: هل قالت مريم لبطرس والتلاميذ أم لم تقل لأحد شيئًا؟



1- مرقس 16 8 فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.9 وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلًا لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ.10 فَذَهَبَتْ هذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ.

2-يوحنا 20فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ، وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا السَّيِّدَ مِنَ الْقَبْرِ، وَلَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!».18 فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا.
والتناقض الذي يراه محمود هنا هو أن القديس يوحنا يقول أن مريم المجدلية قد ذهبت وأخبرت التلاميذ، بينما يناقضه مرقس ويقول أنها لم تقل لأحد شيئًا.
-ثم كعادتهم أكملوا الإنتقاص من ميمو بالإتهام بعدّم فَهم ما يقرء..الخ مما تربوا عليه؛ محمود داود"ميمو" قال أنّ يوحنا قال أنها ذهبت إلى التلاميذ لإخبارهم، ومرقس يقول أنها لم تقل لأحد شيئًا، والجزء الذي تجاهلوه - من الفيديو- أنّ يوحنا قال أنّ مريم ذهبت إلى بطرس وتلميذ أخر، بينما يقول لوقا أنهنّ ذهبن إلى الإحدى عشر تلميذ فلم يصدقوهن. فهل أخبرنّ التلاميذ أم لم يخبرن.؟ وإن أخبرنهم فهل أخبرنّ للإحدى عشر تلميذ وكذبوهن أم لبطرس وتلميذ أخر وذهبوا معهما..؟
أقتباس.
فمرقس الرسول الذي ذكر أنهن لم يقلن لأحد شيئًا في النص الثامن، أضاف بعدها بنصين، أي في النص العاشر أنها ذهبت وأخبرت التلاميذ. فهل تناقض مرقس مع نفسه بهذه السرعة؟ في النص 8 يقول إنهن لم يقلن لأحد ثم في النص 10 يقول إنهن قلن للتلاميذ؟! كيف استساغ محمود داود أن يعقل هذه الفكرة ولم يشك في أنه هو الذي لا يفهم المكتوب؟
-كل ذي عقل فَحصَ الكتاب المقدس وفنده يصدق هذا. فمثلاً في سفر اخبار الايام الأول اصحاح 2 يقول في العدد 31 "وَابْنُ شِيشَانَ أَحْلاَيُ." وبعدها بنصين أثنين فقط يقول "وَلَمْ يَكُنْ لِشِيشَانَ بَنُونَ بَلْ بَنَاتٌ"
فهذا شئ ليس غريب بالكتاب المقدس، فطالما ناقض نفسه مرة بعدها بنصين أثنين، لا يستحيل أن يَتكرّر هذا التناقض مجددًا.
اقتباس.

فيمكن تفسير هذه العبارة التي لم يفهمها محمود داود بإحدى طريقين او بالطريقين معا:

1-البشير مرقس قصد أنها لم تخبر أحدا من الذين قابلتهم في طريق عودتها للتلاميذ، وهذا له وجاهة إذ أن القديس متى يذكر أنه في أثناء عودتهن لإخبار التلاميذ، جاء قوم من الحراس إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة (متى 28: 11)، فربما كان قصد القديس مرقس أن المريمات لم يقلن لاحد من الحراس هذا الكلام الذي عرفوه من الملائكة ومن المسيح نفسه بل التزمن بكلام المسيح وذهبن إلى التلاميذ لإخبارهم. وما يعضد هذا الفَهم، أن القديس متى ذكر أيضًا أن الحراس صاروا كأموات من هول ما رأوه عندما دحرج الملاك الحجر (متى 28: 3-4)، فالنسوة لم يخبرن أحدا أبدا إلا التلاميذ بهذا كله.
-عاد التلاميذ للظنون مجددًا؛ تعالوا نرى ما الوجاهة التي قصدها صاحب المقال في متى...فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَه. (مت ٢٨ : ٨) وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:"سَلاَمٌ لَكُمَا". فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. (مت ٢٨ : ٩) فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:"لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي". (مت ٢٨ : ١٠وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. (مت ٢٨ : ١١)فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً (مت ٢٨ : ١٢)قَائِلِينَ:"قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. (مت ٢٨ : ١٣)وَإِذَا سُمِعَ ذلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ". (مت ٢٨ : ١٤)فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. (مت ٢٨ : ١٥)
فمتى يَذكُر أنهن كانتا ذاهبتان إلى التلاميذ لإخبارهم، فظهر المسيح لهنّ ليؤكد على ذلك، ثم مع ذهابهنّ لإخبار التلاميذ جاء الحُراس إلى المدينة ذاهبين إلى رؤساء الكهنة ليخبروهم عما حدث فأين ذُكر أنّ النساء قَبلنّ الحرس لكي يَنفوا القول لهم.!, كمن يقول بينما جرجس يسير في الظلمات, جاء مايكل إلى البيت ليتعلم كيف يُضئ المِصباح. فهذا المِثال يُطبّق على نص متى. فبينما المريمات يذهبنّ إلى التلاميذ جاء الحُراس إلى مشايخ اليهود..! فلا مايكل قابل جرجس، ولا المريمات قابلنّ الحُراس.

أقتباس.

البشير مرقس قصد أن النسوة في بادئ الأمر لم يخبرن التلاميذ بما رأوه وعرفوه من هول الصدمة والرعدة والفزع، لكن بعد ذلك أخبروهم بكل ما رأوه، وما يؤكد هذا أن البشائر الأخرى تؤكد هذا أيضًا، وأنه ليس من المنطقي ان تؤخذ العبارة بها الفهم السقيم بحيث أن تعني أنهن لم يتكلمن مع أي أحد إلى مماتهن.

-البشير مرقس قصد كذا وكذا ويكأنّ صاحب المقال كان معهُ أثناء كِتابة الإنجيل..! - هذا مع إفتراض أنّ مرقس هو كاتب هذا الإنجيل - ومع افتراض انه عاصر المسيح وكان شاهد عيان على ذلك ؛ ومما يؤكد هذا أنّ البشائر الأخرى تؤكد هذا..؟ أين أكدت البشائر الأخرى هذا؟ لا يوجد دليل.

إلا أنّ البشائر التي في مخيلتك التي تدعم أنهنّ لم يخبروهم مباشرةً هذا مناقض للكِتاب، فقد قال لهنّ الملاك.

وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ (مت ٢٨ : ٧)
فهل نفذن كلام الملاك..!؟
يُجيب يوحنا ٢٠: ٢فَرَكَضَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَإِلَى التِّلْمِيذِ الآخَرِ.
كذلك متى ٢٨: ٨ فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ.

فلا نعلم أعِندكم إنجيل يُكذّب هذا، أم انكم تَكذبون, أو تدلسون...!؟ نترك الرد لكل ذي عقل.
أقتباس.

التناقض الرابع: هل كان ملاكا واحدا أم أكثر؟ وهل كان/كانوا داخل القبر أم خارجه؟


1- متى 28

2 وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ.
3 وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.
4 فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ.
5 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.
6 لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ.
7 وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا».
ملاحظات : 1- الملاك كان جالسا خارج القبر
2-كان ملاكا واحدا 

2- مرقس 16 

5 وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ.
6 فَقَالَ لَهُنَّ: «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ.
7 لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ».
ملاحظات : 1- الملاك كان داخل القبر
2- كان ملاكا واحدا

3- يوحنا 20

11 أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ،
12 فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا.
13 فَقَالاَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟» قَالَتْ لَهُمَا: «إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!».

ملاحظات : 1- الملاكين كانا داخل القبر 
2-كانا ملاكين وليس واحد 

4- لوقا 24

3 فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ.
4 وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ.
5 وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟
6 لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ

ملاحظات : 1- كان الملاكان داخل القبر2-كان عددهم 2 وليس ملاكا واحدا

كان من المتوقع من محمود داود طالما أنه لم يفهم النصوص السابقة على بساطتها، أنه لن يفهم هذه النصوص التي تتطلب بعضًا من التفكير وإعمال العقل، فأنَّى له ذلك؟! تَذكُر رواية القديس مرقس شابًا واحدًا بينما يجعل القديس متى هذا الشاب ملاكًا واحدًا، وعلى الجانب الآخر وبالمثل تَذكُر رواية القديس لوقا “رجلان” ورواية القديس يوحنا “ملاكين”، فهل هذا تناقض؟ ولماذا هذا الاختلاف في طبيعة وعدد من ظهر ملاك كان إم إنسان، وواحدًا أم إثنان؟ وللرد على كل هذا نوضح أنه لا تناقض البتة في نقاط محددة، لكن نؤسس لها منطقيًا 

-ميمو لم يَذكُر بالفيديو عبارة رجلان أصلاً، اللهم إلا في الدقيقة العاشرة عندما قال "رجلان يعني ملكان"، فلا نعلم أأنتم تؤلفون الإعتراضات من مُخيلتِكم لِكي تنتقصوا من المعترض أم أنه كذب مبين..؟! ولنرى هذا التأسيس المنطقي الذي سيقولوه مع ملاحظة أننا سنترك كل ما جاء بخصوص الرجلان لأنه لم يذكره ميمو بالفيديو أصلاً، وليس به أي إشكال.
أقتباس.
تَذكُر لنا البشائر الأربعة زيارتين للنسوة وليس زيارة واحدة، كما تبين رواية القديس يوحنا تفاصيل فريدة لزيارة القديس بطرس ويوحنا للقبر بعد الزيارة الأولى للنسوة، حيث لا تَذكُر هذه التفاصيل الروايات الإنجيلية الأخرى

-هذا يُناقض قول الأنبا بيشوي الذي ينقل عن البابا شنودة الثالث قائلين أنها خمسة زيارات..! فهل هم خمس زيارات كما يقول علمائكم، وأبائكم، أم زيارتان كما يقول صاحب المقال..!؟


وعندما نقرأ موضوعات الاناجيل سنجدها انها واحدة، ولكن عندما لا يجدون ملجأ او مغارات او مدخلّا يتولو عن الحق بتعدد الاحداث وحدوثها اكثر من مرة.


أقتباس.
هذه القصة لها عدة أحداث وليست كلها حدث واحد، وليست كلها وقعت في وقت واحد، فلا يشترط أن تكون الإجابة هي إحدى الإجابتين دائما طوال القصة، فيمكن أن يتغير عدد الملائكة تباعا زيادة أو نقصانًا.
-هذا أيضًا مما ليس عليه دليل؛ فحتى الكتاب المقدّس لم يُصَرّح بذلك، وأي عاقل سيجدها قصة واحدة كما سنبين - إن شاء الله - في بقية الرد.

أقتباس.
تركيز الراوي على ملاك واحد لا يعني عدم وجود الملاك الآخر، فعندما نقابل مع أصدقاء في الطريق ويتكلم أحدهم معنا، فلا يعني هذا أن الآخرين غير موجودين لمجرد أنهم لم يتكلموا (جدلاً).

-مثال صحيح لكنه بغير محله. لماذا..!؟ لأن الروايات الإنجيلية لم تقول أنّ واحد الذي تكلم وأنّ الباقي لم يتكلم بل قيل أنهُنّ وجدن ملاكين وبرواية أخرى ملاك واحد فقط. فالأصل في سؤال ميمو وجود ملاك أم ملاكين، وليس من المتحدّث منهما..

أقتباس. 


أنت تقرأ -عزيزي القارئ- رواية يقصها أربعة بتفاصيل كثيرة، فلكي تقهم مقصدهم لا تكتف بمجرد القراءة الجوفاء، بل حاول أن تعيش داخل الأحداث كأنك فيها لتعرف كيف ولماذا يكتبون هذا.


-بداية جميلة تُشير إلى إغلاق العقلِ وتشغيل الروحانيات بشكل غير مباشر. وهذا دليل على صعوبة هذا الإستشكال.
اقتباس


تقع الزيارة الأولى في (مرقس 16: 1 – 8) و(متى 28: 1-7) و(لوقا 24: 1 – 10) و(يوحنا 20: 1 – 2)، بينما تقع الزيارة الثانية في (مرقس 1: 9 – 11) و(متى 28: 8 – 9) و(يوحنا 20: 11 – 18).

-تقع الزيارة الثانية في (مرقس 1: 9 – 11) كيف يعني تقع الزيارة الثانية في الإصحاح الأول....؟! كذب أم تدليس..!؟ وسنفترض أنّ هذا خطأ مِنكُم - رغم أننا لو وقعنا بمثل هذا السهو لما رحمتمونا - وأنكم تقصدون الإصحاح السادس عشر"16" من مرقس والعدد من 9:11 الذي يقول.


وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ، الَّتِي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. (مر ١٦ : ٩)

فَذَهَبَتْ هذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ. (مر ١٦ : ١٠)
فَلَمَّا سَمِعَ أُولئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا. (مر ١٦ : ١١)

فالنصوص من متى الإصحاح 16 العدد 9:11 لا يتحدّث أصلاً عن أي زيارة إلى القبر، بل يَتحدّث عن ظهور المسيح لمريم..!
(متى 28: 8 – 9) تعالوا نرى هذا العدد من متى. فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. (مت ٢٨ : ٨)وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:"سَلاَمٌ لَكُمَا". فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. (مت ٢٨ : ٩).
فأين تلك الزيارة الثانية بهذا النص أيضًا..؟!
و(يوحنا 20: 11 – 18). وبالعودة إلى يوحنا 2٠ من النص 10. فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِهِمَا. (يو ٢٠ : ١٠)أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، (يو ٢٠ : ١١)فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا. (يو ٢٠ : ١٢)فَقَالاَ لَهَا:"يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟" قَالَتْ لَهُمَا:"إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ!". (يو ٢٠ : ١٣)

وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. (يو ٢٠ : ١٤)قَالَ لَهَا يَسُوعُ:"يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟" فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ:"يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ". (يو ٢٠ : ١٥)

قَالَ لَهَا يَسُوعُ:"يَا مَرْيَمُ" فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: "رَبُّونِي!" الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. (يو ٢٠ : ١٦)قَالَ لَهَا يَسُوعُ:"لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ". (يو ٢٠ : ١٧)فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا. (يو ٢٠ : ١٨)
فالإصحاح من بدايته يتحدث عن ذهاب مريم إلى القبر ثم ذهابها إلى بطرس وتلميذ أخر فذهبا الثلاثة معًا ثم ظهر لها يسوع هناك بعدما ذهب التلميذان من القبر. فهذا تناقض جديد لماذا؟ لأن يوحنا قال أنّ يسوع ظهر لمريم المجدلية بعدما رأى التلميذان القبر وهي رأته بجوار القبر بينما يذكُر متى أنها قابلته أثناء ذهابها للتلاميذ فهل يسوع ظهر لها بعدما أخبرت التلميذان أم اثناء ذهابهنّ-المريمات- لإخبارهم..!؟ وتناقض بين يوحنا أيضًا ومرقس. فيوحنا قال أنها عندما رأت الحجر مرفوعًا ذهبت مُسرعتًا إلى التلميذان، بينما مرقس يقول أنهنّ دخلن إلى القبر وكلمهن الملاك..!

فهل ذهبت ولم تدخل القبر، ام دخلت مع النساء وتحدث معهنّ الملاك..؟!القصة مليئة بالتناقضات الكثيرة لكن هذا ليس الوقت المناسب لإبرازها..! ثم اننا سنتنازل جدلاً ونفترض أنها زارت القبر مرتين. الزيارة الأولى وحدها كما بيوحنا، والثانية مع التلميذان كما بيوحنا أيضًا. مع ملاحظة أنّ يوحنا هو الذي ذكر أنها أتت مع التلميذان- الزيارة الثانية- فقط.

اقتباس. 

ظهور الملاكين

نزل ملاكًا واحدا ودحرج الحجر وجلس عليه قبل قدوم النسوة، وهذا لا ينفي وجود ملاك آخر داخل القبر عن اليمين أو ربما يكون هو نفسه الملاك الذي دحرج الحجر دخل أيضًا وجلس عن اليمين كما رأوه النسوة (مرقس 16: 5) و (متى 28: 5)، ثم ظهر الملاك الآخر كما في رواية القديس لوقا. مع ملاحظة أن هذه الأحداث حدثت في الزيارة الأولى للنسوة.
-الملاك دحرج الحجر وجلس عليه أثناء وجود النسوة أمام القبر كما بمتى

وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. (مت ٢٨ : ١)وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ. (مت ٢٨ : ٢)

-وجود ملاك خارج القبر لا ينفي وجود الأخر داخل القبر، نفهم من إنجيل متى 28: 1-6 أنّ المريمات ذهبنّ إلى القبر فظهر ملاك من السماء ودحرج أمامهُم الحجر، ثم كلمهما قائلاً "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ :"لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. (مت ٢٨ : ٥)لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. (مت ٢٨ : ٦)" ثم دخلنّ رأينّ القبر وخرجنّ مِنه ليُخبِرنّ التلاميذ فظهر لهم يسوع وأكد عليهم ذَلِك. وعندما دخلنّ لم يحدّثهم أي ملاك حسب متى، لكن مرقس قال أنّ الملاك كان داخِل القبر وقال نفس الكلام الذي قاله الملاك حسب رواية متى الذي كان خارج القبر

وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. (مر ١٦ : ٥)فَقَالَ لَهُنَّ:"لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. (مر ١٦ : ٦)

نفس كلام الملاك بمتى ومرقس، لكن الفرق حسب متى أنّ الملاك كان خارج القبر فأمرهنّ بالدخول إلى القبر لينظرنّ إلى مكان اضجعاعه، وحسب لوقا الملاك كان داخل القبر فأشار إلى مكان أضجاعه داخل القبر.
أقتباس.
تَذكُر لنا رواية القديس لوقا في الزيارة الأولى للنسوة أن الذي ظهر كانا ملاكين، لكن لا تَذكُر لنا نصًا أين كانا يقفان وقتما تكلما مع النسوة، هل كانا خارجًا ام داخلًا، رغم أنها تَذكُر ان النسوة كُن قَد دخلن لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الملائكة قد دخلت هي أيضًا ودار الحديث داخلًا.
-للأسف ترجمة كتاب الحياة لها رأي أخر.4وَفِيمَا هُنَّ مُتَحَيِّرَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ قَدْ وَقَفَا بِجَانِبِهِنَّ.. بجانبهن تعني أنّ الملكان كانوا داخل القبر مع المريمات.
أقتباس.

تذكر رواية القديس لوقا ويوحنا أن الملاكين قد تكلما، بينما تذكر روايات القديس مرقس ومتى أن ملاك واحد هو الذي تكلم!، وهذا يمكن إيضاحه بالآتي:
1-يمكن عقلا أن يكون الملاكان قد تكلما كما ذكر لوقا ويوحنا، وطالما قد تكلما كليهما فكل واحد منهم قد تكلم، فركز مرقس ومتى على أحدهما دون ذكر الآخر، بينما ذكر لوقا ويوحنا كليهما.
- دائمًا نُكررها لأهل الكتاب تعلموا كيف تفهموا إعترض المعترض لتستيطعوا الإجابة على إعتراضه؛ فالإعتراض ليس على من تحدّث من الملكان، بل هل يوجد ملكان أم ملاك؟ متى يقول 

لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَر...(مت ٢٨ : ٢) فلو صح انهما أثنان لقيل نزلا ملكان وبعد ذلك يقول فقال الملاك للإحاء بأنّ هناك أثنان.

ومرقس يقول وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ...(مر ١٦ : ٥)

كذلك مرقس قال أنهنّ رأينّ ملاك عن اليمين، وهذا معناه بأنّ هذا ملاك واحد فقط إتفاقًا مع متى في عدد الملائكة فقط.

ولوقا قال... وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ. (لو ٢٤ : ٤) وترجمة الحياة تقول بينهن أي داخل القبر.
فهل هم ملاكان أم ملاك، وهل داخل القبر أم خارجه.؟!
أقتباس.
يمكن أن يكون قد تكلم ملاك واحد فقط ومع ذلك يُنسب الكلام للملاكين دون مشكلة أو خطأ من البشيرين. كيف؟ لنضرب بعض الأمثلة:
-وكما أسلفنا أنّ الإعتراض يَكمُن في عدد الملائكة، وليس في من تكلم منهما..! فالأصل أنهنّ وجدنّ ملاك حسب متى ومرقس، بينما لوقا يقول أنهن وجدنّ ملاكان. فالأمثلة التي سيضربُها صاحب المقال مترتبة على فَهم خاطئ للإعتراض. فلا نحتاج للرد على فهمِهم الخاطئ. فالمرة القادمة ركزواااا في سماع الڤيديو جيدًا
أقتباس.
وأضع بين يديك أيها القارئ الكريم ترتيب كتابي منطقي لقصة قيامة المسيح في البشائر الأربعة المختلفة، حيث قد رتبتها بشيء من الإيجاز على وعدٍ بتناولها تفصيلاً مع تعليقات وهوامش نقدية تفصيلية في بحث جديد قريبًا.
-سننتظركُم لنرد عليكم- إن شاء الله- ويا ليتكم تردوا علينا.

أقتباس.

ترتيب قصة القيامة في البشائر الأربعة
1-في أول الفجر جدا يوم الأحد ذهبت كل من مريم المجدلية ويونّا امرأة خوزي ومريم ام يعقوب والباقيات للقبر وحدهن ومعهن حنوط وأطياب ليدهن جسد المسيح وكان لا يزال الظلام باق في هذا الوقت إذ لم تكن الشمس قد طلعت بكامل نورها بعد، فتداخل النور مع الظلام تدريجيًا.
-تخيل أخي المسلم وانت يا صديقي المسيحي تخيلا أنّ الشمس تطلع بجزء من نورها في وقت الفجر..! تخيلا فقط. هل ما زالت الضحكة مرسومة على وجوهكما.!
2-ملاك الرب نزل من السماء في زلزلة عظيمة، وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه، لكن البشير متى لا يقول إنهن رأين الملاك جالسا عليه، هو فقط يذكر ما فعله الملاك مع عدم التصريح أو النفي أنهن رأوه وهو جالس خارجًا، وكان منظر هذا الملاك كالبرق ولباسه ابيض كالثلج، ومن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات.
-يقول متى...فَإِذَا زِلْزَالٌ عَنِيفٌ قَدْ حَدَثَ، لأَنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَجَاءَ فَدَحْرَجَ الْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ.3 : وَكَانَ مَنْظَرُ الْمَلاَكِ كَالْبَرْقِ، وَثَوْبُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.4 : وَلَمَّا رَآهُ الْجُنُودُ الَّذِينَ كَانُوا يَحْرُسُونَ الْقَبْرَ، أَصَابَهُمُ الذُّعْرُ وَصَارُوا كَأَنَّهُمْ مَوْتَى.5 : فَطَمْأَنَ المَلاَكُ الْمَرْأَتَيْنِ قَائِلاً: «لاَ تَخَافَا. فَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَبْحَثَانِ عَنْ يَسُوعَ الَّذِي صُلِبَ. كتاب الحياة ؛ لماذا طمئن الملاك المرأتين؟ حتى لا يخافوا مما حدث كما خاف الجنود. فما الذي حدث؟ زلزال عنيف وملاك نزل فدحرج الحجر وجلس عليه. فأي عاقل سيستنتج أنهنّ رأينّ الملاك وهو يُحرك الحجر ويجلس عليه.

3-لكنهن لم يكن يعرفن أن هذا حدث، ففي أثناء ذهابهن، في الطريق، كُنَّ يتفكرن ويحملن هَمّ الحجر إذ كان ثقيلا فمن سيدحرجه لهن؟ ولكنهن عندما اقتربن وتطلعن، وجدن أن الحجر قد دُحرج.

-هذا مُخالِف للتفسير العقلي النقلي الذي ذكرناه بإسهاب أعلاه. فالنص يقول عندما أتين إلى القبر. أي أنهنّ كُنّ هناك.

4-دخلت النسوة إلى القبر فوجدن ملاكاً في هيئة شابٍ جالسًا عن اليمين ولابسًا حُلة بيضاء، وكنّ خائفات ومنكسات وجوههنّ الى الارض.

5-قال لهن الملاك: لا تخفن ولا تندهشن، فأني أعلم أنكن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ليس هو هنا لأنه قد قام كما قال، فهوذا الموضع الذي وضعوه فيه حيث كان الرب مضطجعا. ولكن اذهبن سريعًا وقلن لتلاميذه أنه قام وأنه يسبقكم إلى الجليل، حيث سترونه هناك كما كلمكم وهو بعد في الجليل وقال لكن أنه ينبغي أن يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطأة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكَرت النسوة كلام الرب فعلاُ.

-نفس الكلام الذي قالهُ لهم الملاك خارج القبر بمتى، وقاله لهم الملاك في الزيارة الثانية- كما قُلنا أننا سنفترض هذا جدلاً منا- حسب يوحنا..! فهل كان الملاك يردد نفس الكلام كل مرة..؟ 

.

6-فخرجن سريعا وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة اخذتاهنّ ولم يقلن للتلاميذ شيئًا في البداية ثم أخبروهن بعد ذلك، أو أنهن لم يقلن فقط لأحد من الموجودين في الطريق. وبعدما أخبرن التلاميذ والموجودين بكل ما حدث، تراءى كلامهنّ لهم كالهذيان ولم يصدقوهنّ.
-هربنّ مسرعات إلى التلاميذ خائفات مما حدث من رؤيتهم للملاك والزلزال وفرحات بأنّ يسوع قد قام. (مت ٢٨ : ٨)
7-أراد بطرس ويوحنا الحبيب أن يتأكدا من صحة هذا الكلام، فركضا سويًا، لكن يوحنا سبق بطرس ووصل أولا إلى القبر لكنه لم يدخل بل مال من خارج القبر فنظر الأكفان موضوعة، وعندئذ وصل بطرس ودخل القبر ووجد الأكفان موضوعه ولكن المنديل كان بعيدًا وحده، وهنا دخل يوحنا أيضًا إلى القبر، فرأى هذا وآمن أن المسيح قام، فرجعا معا إلى المكان الذي كانا فيه قبلاً.
-مع إن لوقا قال أنهنّ ذهبنّ للأحد عشر تلميذ جميعًا فكذبوهن في بادئ الأمر ثم ذهب بطرس وتلميذ أخر معهما، إلا أنّ يوحنا يقول أنّ المجدلية ذهبت لبطرس والتلميذ الأخر...! فلا يُمكِن إطلاقًا الجمع بينهما.

وقولكم"وعندئذ وصل بطرس ودخل القبر ووجد الأكفان موضوعه ولكن المنديل كان بعيدًا وحده" فهذا مُناقِض للوقا "فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ، فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا، فَمَضَى مُتَعَجِّبًا فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ. (لو ٢٤ : ١٢)" والترجمة البوليسية تقول"أَنَّ بُطرسَ قامَ وهَرَعَ الى القَبْر؛ وانْحنى فلم يُبصِرْ سوى الأَكفان؛ ثُمَّ رَجَعَ دَهِشًا ممَّا جرى"

بطرس إنحنى ولم يُبصّر إلا الأكفان أي أنه لم يدخل القبر مناقضًا لكلامكم المنقول من يوحنا.
وهناك تناقض أخر بين قولكم المنقول من يوحنا-وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. (يو ٢٠ : ٧) هنا يقول يوحنا أنّ سمعان بطرس رأى المنديل والأكفان- وبين لوقا الذي قال أنه رأى الأكفان فقط. 12 بُطرسَ قامَ وهَرَعَ الى القَبْر؛ وانْحنى فلم يُبصِرْ سوى الأَكفان. الترجمة البوليسية. وهذا قول الترجمة اليسوعية.
كما ذكرنا أنّ القصة مليئة بالتناقضات وليس هذا مقام ذكرها.
8-عادت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب مرة أخرى إلى القبر، ولكنهما وقفا عند الباب يبكيان ولما انحنين رأت ملاكين بثياب بيض، واحدا عن رأس المسيح والآخر عند قدميه حيث كان مضطجعًا، فدخلتا إلى القبر.
-يوحنا ذكر أنّ مريم وحدها التي كانت تبكي. أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجًا تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، (يو ٢٠ : ١١)فَنَظَرَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا. (يو ٢٠ : ١٢)
9-فسألها الملاك عن سبب بكائها لأنها من المفترض أنها علمت أن الرب قد قام وسيسبقهم إلى الجليل كما قيل لها في زيارتها الأولى، فأجابته مريم المجدلية أنها تبكي بسبب أن جسد سيدها قد أُخذ وهي لا تعلم أين وُضع.
10-وهنا التفتت إلى الوراء لتجد شخصًا يسألها: يا امرأة لماذا تبكين؟ من تطلبين؟ وقد ظنته أنه البستاني ولم تعلم أنه يسوع، فردت عليه وقالت: يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته وانا آخذه. فأجابها المسيح وقال لها: يا مريم، وهنا التفتت مرة أخرى وعرفته أنه الرب فقال له “يا معلم”. فأجابها المسيح ألا تلمسه، بل أن عليها الذهاب إلى التلاميذ وإخبارهم أنه سيصعد للآب.
11-فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه، وإذ بيسوع لاقاهما مرة أخرى في الطريق وقال “سلام لكما”، فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له، ثم ذهبن وأخبرن الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. ولما سمع المجتمعون ما قاله المسيح لها وأنها رأته بعينها، لم يصدقوا أيضًا.
-كنا نتعجب لماذا قال أنّ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب هنّ الذين عدنّ إلى القبر مخالفًا قول يوحنا بأنّ مريم المجدلية هي التي كانت هناك فقط.، لكننا علمنا الأن لماذا قال هذا!، ليُفسّر ظهور المسيح للمريمات أثناء ذهابهنّ لإخبار التلاميذ.

وقولهم"وأخبرن الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. ولما سمع المجتمعون ما قاله المسيح لها وأنها رأته بعينها، لم يصدقوا أيضًا." وإذا أكمل النص الذي جاء به أنّ التلاميذ لم يصدقوا لوجد أنّ بطرس ذهب إلى القبر وبالتالي هذا سيُعيده إلى نقطة البداية إذن فهذا تفسير خاطئ.

-----------------------------------------------------------
وقبل النهاية نود إرسال رسالة إلى الأصدقاء المسيحي. التناقضات في الأخبار- سواء أي أخبار ومدى تأثيرها تاريخيًا- شئ يقدح بعصمة الكتاب المقدس، وقد أخطأ من ظنّ أنّ بعض الأخطاء والتناقضات والإضافات في الكتاب المقدس غير مؤثرة على العقيدة، فكما أنه لا يستطيع تذوق العسل من مصدر تأكد أنه مسموم، لا يستطيع أن يأخُذ إيمانه من كتاب قد تم إضافة عبارات به، وبه الكثير من التناقضات، وصفات لا تليق بإله هذا الكتاب... فما الذي يستَنتجهُ أي عاقل من هذه التناقضات الواضحة..؟!
- أي عاقل سيستنتج عدم حدوث القصة أصلاً وليس هذا من كيسنا ولا حتى مفهومنا، بل ذاك الذي قاله الكتاب المقدس في أكثر من قصة فإذا لم تتفق شهادتان بَطُل قولِهم بوقوع الحدث من الأصل وذلك جاء في (انجيل مرقس 14 : 56) و (سفر دانيال 13 : 61) : ولنضرّب المثل بما جاء بسفر دانيال عن قصة سوسنة.
- سوسنة هذه فتاة جميلة وتقية جدا (سفر دانيال 13 : 2) وكان زوجها غنيًا جدًا ففي سنة أقام شيخان بجوارهما وكان الشيخان يرونها كل يوم تدخل وتتمشى في الحديقة، فغلبتهم الشهوة حتى أحبا فعل الفاحشة معها وقد طلبوا منها ذلك ولانها عفيفة وتقية - كما ذكرنا - رفضت ذلك فماذا فعل الشيخان..!؟ هددها الشيخان بالشهادة الزور وشهدوا أنهم رأوها تزني في الحديقة وحكم على سوسنة بالموت رجما حسب شريعة موسى، ولكن ريثما جاء النبي دانيال بحنكة وحكمة فرق الشيخان عن بعضهما، وسألهما تحت أي شجرة رأيتها تزني فأجاب الأول "تحت شجرة الضروة" وأجاب الآخر "تحت شجرة السنديان" فقال دانيال للآخر وأنت أيضًا قد صوبت كذبك على رأسك فملاك الله واقف وبيده سيف ليقطعك شطرين حتى يهلككما فصرخ المجمع كله بصوت عظيم وباركوا الله مخلص الذين يرجونه. وقاموا على الشيخين وقد اثبت دانيال انهما كاذبان
ومن هنا فقد اثبت دانيال أن وقوع الحادثة "الزنا مع سوسنة" باطل لم يحدث بسبب التناقض البسيط بين الشيخان. وبتطبيق ما فعلهُ النبي دانيال مع الشيخان على الأربعة أناجيل فإنه يترسخ لدينا أنّ هذا كله محض كذب و إفتراء على المسيح -عليه الصلاة والسلام - هدانا الله وإياكم.
إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ...
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أنّ لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة